بالفيديو : الأحواض الرومانية بقفصة جمال أثري يخفف حرّ الطقس على الأهالي

واد البي (الأحواض الرومانية بقفصة)
“الواد” ايقونة قفصة المدينة، سمة تتميز بها و تنفرد بها عن كل المعالم سواء في تونس أو في العالم، حيث يختلف في تصميمه و مكان تواجده عن باقي المعالم المائية ذات الصبغة العقائدية، نسجت معالمها جغرافية المكان و تواتر الحضارات على المنطقة
منسوب إلى الحضارة الرومانية (146 ق.م – 431 م)، كمعبد مائي (حسب نقيشة لاتينية موجودة على حائطه)، تحت حماية الإله “بنفتون” (نبتون) و حوريات المياه الاثني عشر حسب الاسطورة الشعبية، و منه كانت تقدم قربان (ثور سمين) منذ القرن الثاني ق.م، للإله و الحوريات لضمان ديمومة جريان المياه و حماية السكان من الغرق، في مرحلة تالية تغيرت العقيدة واصبحت تقدم قربان “لعين الماء” لنفس الغرض ثم بعد الفتح الإسلامي لبست هذه العادة حلة التشريع و اصبحت عبارة عن تشاركية لفلاحة الواحة حيث يقام احتفال سنوي بمناسبة جهر الواد و تنضيفه و يقومون بذبح ثور يوزع لحمه بين متساكني المدينة،
هذا و قد نسجت الذاكرة الشعبية عديد الاساطير حول “الواد” و “العين”، منها أن العين تزغرد (تزغرط) طالبة للقربان مهددة بغرق أحدهم، و من العادات القديمة جدا تبخير الواد من قبل النساء، و من أطرف الاساطير؛ «يروى أن المدينة في زمن حصار، و جيوش الغزات تحيط بصور المدينة المنيع، جاء وقت ذبح الثور، و كان الثور يتغذى على الفستق، فلما ذبح و سلخ و نضّف ما في معدته خرجت الاوساخ مع مخرج. الماء في الواحة، فلما رآها الجنود و كانو يشمون رائحة شواء اللحم، قالو: «مدينة يأكل أهلها ثورا زاده فستق، لعمري انها مدينة عمالقة»، فدب الرعب صفوفهم فتراجعو».
و إن نسبت الأحواض إلى الرومان إلا أن حفريات في قاعه سنة 1998، أكدت موجوداتها إلى قدم المعلم تاريخيا (40 ألف سنة ق.م)، أي قبل قدوم الرومان، إذن من الواضح أن الرومان وجدو النبع فأقامو عليه البناء أو رمموه و ألبسو عليه عقيدتهم،
و الأحواض ثلاثة، إثنان مكشوفان و ثالث مسقوف بقبتين (الميضة حاليا)، و حسب رواية ابو الحسن الفاسي (ليون افريقيا) في كتاب «رحلة افريقية»(ج2، ص144)، يصف أن ماؤه ساخن لدرجة أن شربه يتطلب ساعة او إثنان حتى يبرد
و حمل “الواد” شهرة “واد البي” نسبة إلى مبنى اقامة “الباي” عند زياراته للمدينة
الواد، متنفس المدينة و شريان حياتها، و ملجئ السكان من حر الصيف و هنا خرج السكان من مجرد السباحة للضفر بانتعاشة، إلى بروز ثقافة محلية ميزت السكان من خلال القفزات البهلوانية في الحوض، مثل “تنقيز عالراس من النخلة” ، و حيط دار البي، و الحيط الأبيض و”القمزة” و المشي على الحيط، و صفّان الدكانة متاع الواد الصغير، و غيرها من الحركات والألعاب التي تعكس جرأة السكان و الشئ ليس غريب على مدينة وجدت فيها اقدم فسيفساء تجسد ألعاب رياضية،
وللمرأة نصيب، حيث كان يخصص ليلة الاحد من كل اسبوع في الماضي للنساء هنا يغيب الرجال فاسحين المجال للنساء لأخذ نصيبهن من متعة الإنتعاش بالسباحة صيفا، هذا بالاضافة إلى أن الحوض الصغير هو مغسل تستعمله النساء لغسل المفروشات و الملابس.
اما الميضة فكانت حكر على الرجال وهي عبارة عن حمام عمومي، يرتادونه صيفا و شتاء، و في كل المناسبات
هذا ولا ننسى اهمية دور “الواد” في ري الواحة حيث تجري مياهه في قنوات تحت الأرض حتى تصل “غابة كرورة” (قرب الطرميل)، و من هناك تجري في سواقي من مقسم فلاحي لآخر، تتشعب السواقي و تتفرع شرايين تدب الحياة في عروق شتى الانواع من اشجار و خضراوات، و يمتد سيلان الماء حتى منطقة “النوامر” (قرابة 3كلم عن المنبع)، كل يوم و كل ليلة منذ فجر التاريخ حتى اواخر التسعينات من القرن الماضي.
الفيديو :
#بالفيديو #الأحواض #الرومانية #بقفصة #جمال #أثري #يخفف #حر #الطقس #على #الأهالي